إن أرادوا الجلوس...» أي: أنَّ من بنـود
عقد الذمّة توقير المسلمين، بحيث إذا كانوا جالسين في مجلس، ثم جاء مسلم، فالواجب
عليهم أن يقوموا لهم من المجالس ويجلس فيها المسلم، فالمسلم يُقدَّم في المجالس
وفي الطريق، وفي الدخول والخروج.
2- لا يجوز لأهل
الذمة أن يلبسوا شيئًا من لباس المسلمين، فالأصل أن يكون لباس المسلم مميّزًا عن
لباس الكافر، لكننا نجد اليوم التسارع والتسابق لتقليد الكفار في لباسهم، بل من
يقلدهم في لباسهم يكون هو المتقدِّم والمتحضِّر والمتمدِّن، والناس يعطونه مزيدًا
من الاحترام، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
3- كما لا يجوز لهم
أن يلبسوا مثل ما يلبس على الـرأس من لبس القلنسوة، ليكون هناك فارق بين ما يلبسه
المسلم على رأسه وما يلبسه الكافر على رأسه، بحيث إذا رأيته، ولو لم تر وجهه تعرف
أنَّه ذِمِّي أو أنَّه مسلم.
والعمامة: هي ما يُلف على
الرأس، وهي مـن خصائص المسلمين، ومن عادات العرب التي أقرها الإسلام، فلا يسمح
لأهل الذمّة أن يلفوا العمائم على رؤوسهم كما يلفها المسلمون.
4- ولا يجوز لهم أن
يتشبهوا بنا بلبس النعال الخاصة بالمسلمين، أما النعال المشتركة التي ليست خاصة
بالمسلمين فلا بأس في لِبسها لهم.
5- ومن ذلك:
فرْق الشعر، فلا يجوز للكفار أن يسرّحوا شعرهم ويصيِّروه كما يفعل المسلمون، وهذا
إن دلَّ على شيء فإنـما يدلُّ على عزَّة المسلم وكرامته وتميزه عن غيره، وما
استحقّ هذا إلاَّ بعقيدة التوحيد التي يحملها في قلبه.