وفي رواية أخرى
رواها الخلال: وأن لا نضرب بنواقيسنا إلاَّ ضربًا خفيفًا في جوف كنائسنا، ولا نظهر
عليها صليبًا، ولا نرفع أصواتنا في الصّلاة، ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره
المسلمون، وأن لا نخرج صليبًا ولا كتابًا في سوق المسلمين، ولا نخرج باعوثًا -
والباعوث: أنهم يخرجون مجتمعين، كما نخرج يوم الأضحى والفطر - ولا شعانينًا، ولا
نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين، وأن لا نجاوزهم
بالجنائز، ولا نبيع الخمور... إلى أن قال: وأن نلزم زيّنا حيثما كنا، وأن لا
نتشبّه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا في
مراكبهم، ولا نتكلَّم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، وأن نجزّ مقادم رؤوسنا ولا نفرق
نواصينا، وأن نشد الزنانير على أوساطنا.
***
قوله: «وفي رواية أخرى
رواها الخلاَّل: وألاَّ نضرب بنواقيسنا إلاَّ ضربًا خفيًّا في جوف كنائسنا...»
هذه رواية أخرى فيما جعل عمر على أهل الذمّة من الشروط، وسنسردها سردًا، وقد سبق
معظمها في الرواية الماضية.
ومنها: ولا يظهروا عليها
صليبًا، ولا يرفعوا أصواتهم في الصلاة، وهذا سبق، أي: ولا يرفعون على كنائسهم
الصليب كما كان ذلك قبل أن يأخذ المسلمون عليهم العهد.
ومنها: أن لا يرفعوا أصواتهم في القراءة، أي: قـراءة كتبهم في الكنائس، كأن يرفعوه بمكبر صوت، بل يكون بصوت خفي فيما بينهم، لا يُسمعُ من الخارج، وهذا لم يسبق ذكره.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد