×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 فإنهم إذا أحرموا لا يدخلون تحت سقف السيارات إذا كانوا في الطريق، بل يكشفون سقوف السيارات، من أجل أن يظهروا للشمس كما يقولون، وكذلك لا يستظلون بشيء من الشمس، وهذا الفعل مخالف لفعله صلى الله عليه وسلم، فإنه ضُربت له قُبَّة بنَمِرَة وهـو محرم، فدخل فيها صلى الله عليه وسلم إلى أن زالت الشمس، وكان صلى الله عليه وسلم لا يمتنع من دخول البيت وهو محرم، وكان يُظلَّل عليه بالثوب عند رمي الجمرة، فخالف بذلك هَدي المشركين، وهكذا ينبغي للمسلمين أن يخالفوا هَدي أهل الجاهلية، وأن يتركوا هذا المظهر المبتدَع في العبادة. وكان أهل الجاهلية يسعَوْن بين الصفا والمروة، وعليهما صنمان: إساف ونائلة، فكانوا يسعون بينهما تعظيمًا لهما، إلاَّ أنَّ الإسلام أقرَّ أصل السَّعي لأنه من شعائر الله، ولما تحرّج المسلمون من السعي بين الصفا والمروة نظرًا لما عليه أهل الجاهلية فيهما، فإنَّ الله أزال هذا التحرُّج فقال: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ [البقرة: 158]، يعني: أنَّ الصفا والمروة من أعلام عبادة الله، والذي يسعى بينهما يعبد الله وحده.


الشرح