العجم في هذا الاجتماع، خرج من المكان، وذكر
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»،
فدلَّ على أنه لا يجوز التشبّه بالكفار في الحفلات وفي غيرها، ونحن نجد اليوم أنَّ
الذي يتشبّه بالكفار ويقلدهم في الحفلات والمناسبات يكون هو المتمدن والمتحضِّر في
عيون بعض الناس، وأما الذي يحافظ على السُّنَّة وعلى مخالفة أصحاب الجحيم فهو
الرجعي وغير المتحضر.
قوله: «سأله رجل:
أحتقن؟...» يعني: أنَّ ابن عباس لما سأله الرجل هل يحتقن؟ يعني: هل يعمل
الحقنة في الشّرج؟ والحقنة المقصود منها تطهير المعدة، ويلزم من عملها كشف العورة.
فابن عباس منع ذلك مظنّة كشف العورة، وهو من التشبّه بالكفار في كشف العورات
والتساهل فيها.
قوله: «دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَحَدَّثَتْنِي أُخْتِي الْمُغِيرَةُ قَالَتْ: وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ وَلَكَ قَرْنَانِ...» يعني: أنَّ هذا الحديث يدل على ربط النهي بالعلة، فأنس بن مالك لما رأى غلامًا له قرنان من الشعر، أمر بأن يحلقا، ثم علّل ذلك فقال: هذا زي اليهود، فنحن منهيّون عن التشبّه باليهود حتى في الصفة التي عليها شعورهم، فلا يجوز أن نعمل قرونًا كقرونهم؛ لأنَّ هذا من أفراد التشبّه بهم، والقاعدة العامة منع التشبّه بهم عمومًا لما يجرُّه ذلك من محبتهم، ومن استساغة أعمالهم، وهذا مما يفضي إلى تغيير دين الإسلام شيئًا فشيئًا.
الصفحة 9 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد