يحسن اللغة العربية؛ لأنَّه إذا فعل ذلك فقد
تشبّه بالأعاجم. واستشهد بالأثر الوارد أنَّ عمر رضي الله عنه نهى عن رطانة
الأعاجم، ومعنى رطانة الأعاجم: التحدث بكلامهم ولغتهم. والأعاجم: جمع أعجم، وهو كل
من لم يكن من العرب؛ لأنَّ في التحدُّث بلغتهم تشبّهًا بهم من غير حاجة، ومعنى
خِبٌّ، يعني: ناقص؛ لأنَّ اللغة العربية أكمل منها، فهي لغة القرآن والسُّنَّة،
ولغة المسلمين، فلا ينبغي أن يَعدِل عنها إلاَّ إذا كان لا يُحسن اللغة العربية،
فإن عدل عنها، فإنَّ هذا نقص وخلل، هو خداع أيضًا؛ لأنه إذا تكلم مع رجل عربي بلغة
أعجمية لم يُفهم قوله، فلربما قال كلامًا يسيء للسامع وهو لا يشعر بذلك.
قوله: «قال: وأَكره الصلاة
إلى حجر منفرد في الطريق...» يعني: مما روي عن مالك: أنَّه كره أن يتخذ سُترة
في الصلاة من حَجر واحد؛ لأنَّ هذا يشبه من يعبدون الأحجار، لكن إذا كانت حجارة
كثيرة، فلا بأس لزوال المحذور، وهذا مما يدلّ على مبالغته رحمه الله في منع
التشبّه بغير المسلمين.
قوله: «ويكره ترك العمل يوم الجمعة...» أي: كره مالك رحمه الله تعطيل العمل يوم الجمعة، بأن يوقف المسلمون أعمالهم ويعطِّلوا مصالحهم؛ لأنَّ هذا من التشبّه بالكفار في أعيادهم، فهم يعطّلون الأعمال في أعيادهم، كاليهود في يوم السبت، والنصارى في يوم الأحد، أما المسلمون فإنهم يعملون في يوم الجمعة، لكن إذا نودي للصلاة فإنهم حين ذلك يتركون العمل ويقبلون على الصلاة، لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ﴾ [الجمعة: 9]، فالآية تدل على أنهم كانوا يبيعون