أو العمل ببعض شرائعه من باب العادات تقريبًا، فبلغ الأمر بالمسلمين ما بلغ الآن، حتى صاروا عالة على الكفار، يقودونهم ويتحكمون فيهم، ومن لم يرض عنه الكفار فإنه يكون ناقصًا لا قيمة له، وما كان ذلك إلاَّ بسبب التشبُّه بهؤلاء القوم، والتخلِّي عمّا شرعه الله لنا وارتضاه بما فيه من تحقيق مصالحنا في الدُّنيا والآخرة، وديننا هو المتقدم وغيره هو المتأخر ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139] بهذا الشرط ﴿إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾. أما العبادات، فهذا مفروغ منه، لا يجوز أن نقلِّد الكفار في عباداتهم بالإجماع؛ لأنهـا إما كُفر وإما شرك، وإما بِدَع محدَثة، وإما دين مُغيّر، ومبدّل، ومحرّف، أو دين منسوخ، حتى ولو لم يغيَّر ولم يُبدَّل، فإنه كان موقتًا في وقته وانتهى، ونُسخ بدين الإسلام، هذا محلّ إجماع أننا لا نتشبّه بهم في العبادات.
الصفحة 23 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد