×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

فصل

ومما يُشبه الأمر بمخالفة الكفّار: الأمرُ بمخالفة الشياطين، كما روى مسلم في «صحيحه» ([1]) عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ وَلاَ يَشْرَبَنَّ بِهَا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ». وفي لفظ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ» ([2]).

ورواه مسلم أيضًا ([3]) عن اللَّيث، عن أبي الزُّبير، عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ».

***

  لـمّا فرغ مـن ذكر وجوب مخالفة غير المسلمين على اختـلاف طبقاتهم، من يهود ونصارى، ومجوس، ومشركين وثنيِّين، ومَلاحدة، وفلاسفة، وغير ذلك، ذكـر أنَّه جـاءت الأدلة أيضًا بوجوب مخالفة الشيطان، والمراد بالشيطان: المارد من الجن؛ لأنَّ لفظ الشيطان يُطلق على كل متمرِّد عن أمر الله سبحانه وتعالى فهو شيطان، سواء كان من الجنِّ، أو من الإنس، أو كان من الدّواب. ولكن المراد بالشيطان هنا: الشيطان الأكـبر، ورأس الشياطين، وهو إبليس، ويشمل هذا كل شيطان


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2020).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2020).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2019).