×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

وروى البخاريُّ ([1]) عن عبد الله بن مُغفَّل رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَغْلِبَنَّكُمُ الأَْعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمُ الْمَغْرِبِ» قَالَ: «الأَْعْرَابُ، وَتَقُولُ: هِيَ الْعِشَاءُ».فقد كَرِه موافقةَ الأعرابِ في اسم المغربِ والعشاءِ بالعشاءِ والعَتَمةِ، وهذه الكراهيةُ عند بعضِ علمائنا تقتضي كَراهةَ هذا الاسم مطلقًا، وعند بعضهم إنما تقتضي كراهة الإكثار منه، حتى يَغْلِبَ على الاسم الآخر، وهو المشهور عندنا. وعلى التقديرين: ففي الحديث النهيُ عن موافقة الأعراب في ذلك، كما نهى عن موافقة الأعاجم.

***

هذه الكراهة متفق عليها بين العلماء، لكن اختلافهم في كون هذه الكراهة كراهة مطلقة أو هي في الإكثار من ذلك؟ ففي الجملة نحن منهيون عن التشبه بالأعراب فيما يستبدلونه من الأسماء الشرعية، فإنَّ ما له اسم شرعي ينبغي أن يُسمى باسمه الشرعي، ولا يسمى بغيره.والشارع سمَّى المغرب بالمغرب، وسمَّى العشاء بالعشاء، فلا نغيِّر هذا الاسم إلى اسم آخر فنوافق فيه الأعراب وقد نُهينا عن ذلك، والآن صار الحرص على الأسماء الغربية بدل الأسماء العربية والأسماء الشرعية شديدًا يتبجح به المستغربون ومن شابههم.

***


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (563).