يُنفِقُ مَغۡرَمٗا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [التوبة: 97- 98]، هذا هو الغالب عليهم، ثم ذكر تعالى قسمًا ثالثـًا منهم، فقـال جـلَّ شأنه: ﴿وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 99]. وهم أهل الصدق وأهل الإيمان، فالله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدًا، وإنما من عدله وحكمته - سبحانه - أنه لا يعمم الأحكام، بل إنه يستثني منها مَن لا تنطبق عليه. ولـمّا كان التعرّب فيه نوع نقص، كُرِه التشبه بالأعراب، حتى فيما يتعلَّق بالمسمّيات، فإنَّ الأعراب كانوا يسمون العِشاء: العَتمة، وإنما الاسم الشرعي لها: صلاة العشاء، قَال َ تَعَالَى: ﴿وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ﴾ [النور: 58]. فقد سماها العِشاء، والأعراب تسميها العَتَمة؛ لأنهم يؤخرون حِلاب الإبل إلى اشتداد الظلمة وهو العتمة حتى لا يشعر بهم أحد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد