×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 يُنفِقُ مَغۡرَمٗا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ [التوبة: 97- 98]، هذا هو الغالب عليهم، ثم ذكر تعالى قسمًا ثالثـًا منهم، فقـال جـلَّ شأنه: ﴿وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [التوبة: 99]. وهم أهل الصدق وأهل الإيمان، فالله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدًا، وإنما من عدله وحكمته - سبحانه - أنه لا يعمم الأحكام، بل إنه يستثني منها مَن لا تنطبق عليه. ولـمّا كان التعرّب فيه نوع نقص، كُرِه التشبه بالأعراب، حتى فيما يتعلَّق بالمسمّيات، فإنَّ الأعراب كانوا يسمون العِشاء: العَتمة، وإنما الاسم الشرعي لها: صلاة العشاء، قَال َ تَعَالَى: ﴿وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ [النور: 58]. فقد سماها العِشاء، والأعراب تسميها العَتَمة؛ لأنهم يؤخرون حِلاب الإبل إلى اشتداد الظلمة وهو العتمة حتى لا يشعر بهم أحد.


الشرح