فدلّ هذا كلّه على أنَّ
العجم ليسوا مذمومين مطلقًا، وإنما فيهم من الأخيار وأهل الصلاح الشيء الكثير،
بخلاف الشياطين فإنهم مذمومون مطلقًا.ذلك أنَّ نفس الكُفر والتَّشيطُن مذمومٌ في
حكم الله ورسوله وعباده المؤمنينَ. ونفسُ الأعرابيَّةِ والأعجميَّة ليست مَذْمومةً
في نفسِها عند الله تعالى وعند رسوله وعند عباده المؤمنين.
***
عنده سلمان الفارسي
رضي الله عنه، فوضع يده على سلمان، وقال: «لَوْ كَانَ الإِْيمَانُ
بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاَءِ» ([1]). فهو صلى الله عليه
وسلم قد أشار إلى سلمان وأمثاله ممَّن أسلموا من الفرس، وتعلموا، وصاروا من أكابر
العلماء وكبار الأئمة، وسيأتي ذكر تمثيل لهم.
هذا مجمل ما سبق، فيقال: الكُفر والتَّشيطُن مذمومان مطلقًا، ولا يستثنى شيء منهما، فلا يُقال: إنَّ الكفرَ بعضُه أخفُّ من بعض، فيتساهل مع الكُفَّار، وهم كلهم أعداء الله سبحانه وتعالى وكذلك الحال في شياطين الإنس والجن، فلا يُقال: إنَّ هناك شيطان أخف من غيره، بل كل الشَّيطنة شرٌّ، ولا يُستثنى من أمرهم شيءٌ، بخلاف الأعراب والفرس فهم غير مذمومين جملة كونهم أعرابًا وفُرسًا، ولهذا قال: «ونفس الأعرابية والأعجمية ليست مذمومة في نفسها») يعني: هي ليست مذمومة من أجل هذا اللفظ، وإنما هي مذمومة بالنسبة لأهلها.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3310)، وأحمد رقم (7950).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد