×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ فمنهم كما ذكر الله تعالى مَن يدفع الصدقات طمعًا في ثواب الله، وطمعًا في دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على صدق إيمانهم بالله عز وجل. فهذا فيه أنَّ الزكاة - وهي الفريضة العظيمة، التي هي قرينة الصلاة - تفيد صاحبها كونها تقرب إلى الله، وأنها توجب دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم لمن دفع ماله ابتغاء وجه الله عز وجل قال الله جل وعلا: ﴿أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ. ولهذا فإنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم يستحب لولي الأمر ولمن يَجبي الزكاة أن يدعو للمتصدِّقين عند أخذ صدقاتهم؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ.

وقوله تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ يعني: أنه سبحانه حقَّقَ مقصدهم فقربهم إليه، وقال: ﴿سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ، وهذه بُشرى لهم بسبب صدق إيمانهم، وطيب نفوسهم بهذه الصدقات، وأنهم يريدون بها وجه الله سبحانه وتعالى. ثم إنَّ المصنف رحمه الله ذكر أنَّ هناك من أهل البادية من هو أحسن حالاً من أهل الحاضرة. وفي الحقيقة. إنَّ هذا التفضيل هو بالنسبة للأفراد، أفراد الحاضرة وأفراد البادية، فقد يكون في أفراد البادية من هو خير من أفراد الحاضرة. وأما في الجملة: فجملة الحاضرة أفضل من جملة البادية، أما بالنسبة للأفـراد، فقد يكون في أفـراد الأعراب من هـو خـير من أهل أفـراد الحاضرة.


الشرح