×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 الإيمان مؤمنين، ولهذا فالواجبُ أن يُعامل كلٌّ بموجب ما يقتضيه هذا الاسم الذي يتسمى به، أو الصفة التي يتصف بها. الله جل وعلا قال: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١ لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٣ وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ ٤ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٥ لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: 1- 6]، وهذا معناه: البراءة منهم ومن دينهم، وتسميتهم كفارًا. لماذا تبرأ منهم؟ لأنهم كفار، فقال: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ [الكافرون: 1] فتبرأ منهم ومن عبادتهم، فلا بُدَّ أن يُسمَّى الكافر كافرًا، والمسلم مسلمًا، والبَـرُّ برًّا، والفاجر فاجرًا، لما في ذلك من الأحكام العظيمة وتحقيق التميز الذي ذكره الله تعالى بين هذه الـمُسمَّيات، وعدم اختلاطها والتباسها، وقد جاء الآن من يقول: الكافر لا يبغض لشخصه وإنما يبغض لدينه فقط، وهذه مقالة محدثة تخالف قول الله تعالى عن الخليل والذين معه لقومهم ﴿إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ[الممتحنة: 4] تبرؤوا منهم ومن دينهم.ثمَّ قد جـاء الكتاب والسُّنة بمدح بعض الأعاجم، قال الله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٢ وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الجمعة: 2- 3].


الشرح