×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

ومثلُ ذلك كثيرٌ بيِّن في الكتاب والسنَّة، أنَّ العِبرة بالأسماء التي حَمِدَها اللهُ وذمَّها، كالمؤمنِ والكافرِ، والبَرِّ والفاجرِ، والعالمِ والجاهلِ.

***

الأسماء التي علَّق الله بها المدحَ والذَّمَّ ليس لذاتها، وإنما للصِّفات التي يتَّصف بها أصحاب هذه الأسماء، فإن كان مؤمنًا، فإنَّه يُعامل معاملة المؤمن، وإن كان كافرًا فإنه يُعامل معاملة الكافر، وإن كان مؤمنًا فاسقًا، فإنه يُعامل معاملة المسلم العاصي، ولهذا قالوا: إنَّ الناس ينقسمون بالنسبة إلى المحبة والموالاة إلى ثلاثة أقسام:

الأول: قسم يُـحَبُّ حبًّا خالصًا، وهو المؤمن المستقيم على طاعة الله سبحانه وتعالى فهذا يُحبُّ محبَّة خالصةً.

والثاني: من يُبغَض بُغضًا خالصًا، وهو الكافر والمشرك، فهذا يُبغض بغضًا خالصًا.

والثالث: مَن يُـحَبُّ من وجهٍ ويُبغض من وجهٍ، وهو المؤمن العاصي، فإنه يُحب لما فيه من الإيمان، ويُبغض لما فيه من المعصية. والأحكام معلَّقـة بالصفات، لا بمجـرد الأسماء، كالمؤمـن والبر، والفاجر والعاصي والكافر، فكلُّ اسمٍ له مقتضاه من الولاء والبراء. وهذا يدلُّ على بطلان ما ينادي بـه المغرضون والجهّال اليوم، مِن أنه لا يقال للكافر كافر، ولا للفاسق فاسق، وللعاصي عاصٍ، ولا للمنافق منافق، ويطالبون بإصلاح الخطاب الديني؛ لأنهم يعتبرون هذا من الغُلوِّ ومن باب التطرف وكره الآخر، وهذا إلغاء لما في كتاب الله سبحانه وتعالى من تسمية الكفّار كفارًا، والمشركين مشركين، والمنافقين منافقين، وأهل


الشرح