هي مكة المشرفة، وفيها بيت الله العتيق، فلذلك اختـار الله منها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فالرُّسل جميعًا كانوا من أهل القُرى، ولم يكونوا من أهل البوادي؛ لأنَّ أهـل القرى أعلمُ وأحلَمُ، فأخبر الله تعالى نبيّه أنَّ رسالته ماضيه على سُنَّة الله في إرسال الأنبياء من أهل الحاضرة، لِـمَا فيهم من الصفات التي ذكرناها، ولهذا قال الشيخ رحمه الله: «لأنَّ الرُّسل لهم الكمال في عامّة الأمور حتى في النَّسب»، فالنبي يبعث في أشراف قومه كما قال هرقل لأبي سفيان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد