×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 ثالثًا: أنَّ الله جَبَلَهم على صفات كريمة لا توجد في غيرهم، من إكرام الضيف، وبذل المعروف، وحُسن الجوار، وغير ذلك.

فلا شكَّ أنَّ جنس العرب أفضل من جنس العجم، وإن كـان قـد يكون من أفراد العجم مَن هو خير من أفراد العرب، وهذه قاعدة معروفة ومُطَّردة، فلا يمدح العرب مطلقًا، ولا يُذمُّ العجم مطلقًا، وإنما لا بدَّ من هذا التفصيل. والعرب على الرُّغم من أنهم أفضل في الجملة من غيرهم، إلاَّ أنهم يتفاضلون أيضًا فيما بينهم، فقريش أفضل القبائل، وبنو هاشم أفضل بطون قريش، وهكذا. والمراد ببني هاشم: البطن الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقريش في الجملة هي أفضل القبائل، وبنو هاشم أفضل بطون قريش؛ لأنهم الذين بُعث منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبنو هاشم أفضل من بني المطلب، ومن بني عبد شمس، ومن بني نوفل، وهم أولاد عبد مناف، فأولاد عبد مناف أربعة: عبد شمس، ونوفل، والمطلب، وهاشم. ففضل بني هاشم على غيرهم ليس لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم منهم فقط، ولكن لأنَّ الأفضلية موجودة في أنفسهم، فكان هذا من جملة فضائلهم، فهم في الأصل لهم فضل على غيرهم.


الشرح