×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 السماوات وما في الأرض كما قَال َ تَعَالَى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ [الجاثية: 13]، ثم إنه بعد هذا اختار العرب من جنس الإنسان، واختار من العرب بني كِنانة، واختار من كِنانة قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، واختار النبيَّ صلى الله عليه وسلم من بني هاشم، فهو صلى الله عليه وسلم خِيارٌ من خِيار من خِيار، كما قال صلى الله عليه وسلم. وفي هذا إظهار لشرف بني هاشم على غيرهم، لكن هذا لـمَن آمن بالله ورسوله منهم، أما من لم يؤمن بالله ورسوله فليس له هذا الفضل، ولا هذا المدح، بل هو مِن أرذل الناس، ولهذا لم ينفع أبا لهب، وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وابن عبد المطلب، لم ينفعه نسبُه لما كفر بالله ورسوله، ولم ينفع أبا جهل كونه من بني مخزوم، وهم من أشرف بطون قريش، لم ينفعه ذلك الشرف؛ لأنه لم يؤمن بالله ورسوله. ثم جعل بني آدم فِرقَتين، والفرقتان: العربُ والعَجَم، ثم جعل العربَ قبائلَ، فكانت قريشٌ أفضلَ العربِ، ثم جعل قريشًا بيوتًا، فكانت بنو هاشم أفضلَ البيوتِ، ويُحتمل أنه أراد بالخلْق: بني آدم، فكان في خيرهم، أي: في ولد إبراهيمَ، أو في العرب، ثم جعل بني إبراهيم فرقتينِ: بني إسماعيل وبني إسحاقَ، أو جعل العرب: عدنانَ وقحطانَ، فجَعَلني في بني إسماعيلَ أو في بني عدنانَ، ثم جَعَل بني إسماعيلَ أو بني عدنانَ قبائلَ، فجَعَلني في خيرهم قبيلةً، وهم قريش، وعلى كل تقدير، فالحديث صريحٌ بتفضيل العرب على غيرهم.


الشرح