القيامة من العرب والعجم.
***
قوله: «وأما العمل فإن
مبناه على الأخلاق وهي الغرائز...» الذي حمل وبلغ هذا الدِّين وجاهد في سبيله
هم العرب، حتى نشروه في المشارق والمغارب، فهم آمنوا به بصدقٍ وحملوه وبلَّغوه
بقوة، ثم من الذي علَّم الأعاجم وكوَّن منهم الأئمة الكبار والفحول في الحفظ
والعِلم؟ إنهم الأساتذة العرب، فإن العجم تتلمذوا على يدهم، فهذا يدل على سبق
العرب ومكانتهم.
قوله: «لكن كانوا قبل
الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله...» يعني: قد يُسأل فيقال: بما أنَّ
العرب هذه هي مكانتهم وفضلهم على غيرهم فلماذا كانوا في الجاهلية مسبوقين مستذلين
من قِبل الأمم الأخرى كفارس والروم؟ والجواب عن هذا: أنّ العرب عندهم أصل النهضة،
ولكن لم يكن عندهم مقوِّمات تساعدهم على النهوض كما هي عند الأمم الأخرى، فلما جاء
الإسلام ببعثة النبي ونزل القرآن بلُغتهم، ونهلوا من مَعِينه، استكمل الفضل فيهم،
ففاقوا الأمم، ولذلك ظهروا على فارس والروم، وفتحوا المشارق والمغارب، مما يدل
على: أنهم مؤهلين لحمل هذه الرسالة، ولأن يكونوا أساتذة لهذا العالم، وفاقوا غيرهم
وأبدعوا في إنتاجهم، حتى صاروا مرجعًا، وهذا شيء معروف ومعلوم، كما هو الحالُ في
الطب وفي الحساب وفي غيره من العلوم، فقد صار منهم أئمة في سائر العلوم الدينية
والدنيوية.
قوله: «فلما بعث الله محمدًا بالهدى الذي ما جعل الله في الأرض ولا يجعل منه أعظم قدرًا...» المقصود: أنَّ الله لما بعث رسوله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد