×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 أسباب الكمال فإنه يكون كاملاً، لا الكمال المطلَق، فإنَّ الكمالَ المطلَق لله سبحانه وتعالى ولكن الكمال النِّسبي.

قوله: «وانظر إلى عمر بن الخطاب حين وضع الديوان...» الديوان: هو الكتاب الذي توضع فيه أسماء الناس وأُعطياتهم من بيت المال، فلما رتَّب لهم عمر بيت المال وأراد أن يحدد الأعطيات، ظنوا أنه يبدأ بنفسِه، لأنَّه أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين، فيكون أول من يُكتب اسمه في الديوان، فقال: لا، ضعوا عمر حيث وضعه الله، وكان من بطنٍ متأخر في قريش، فقدَّم المتقدمين من قريش، من بني هاشم ومن يليهم، حتى وصلت نوبته رضي الله عنه، وهذا هو العدل، فليس الأمر بعظم المنصب ولا بالوظيفة، وإنما العبرة بتقوى الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح.

قوله: «ثم هذا الاتّباع للحق قدمه على عامّة بني هاشم...» يعني: قدمه في الفضل وكونه من سادات السابقين الأولين من المهاجرين، أما في النسب والاستحقاق من المال، فهو في موضعه الذي ذكره رضي الله عنه في بني عَديّ، وهم بطن متأخر من بطون قريش.


الشرح