هذا ليس دِينًا لهم أنزله الله، وإنما هي أهواءٌ
تفرَّقت بهم، واختلفوا بسببها، ففي قوله تعالى: ﴿وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم﴾ دليل على أنهم
يتَّبعون أهواءَهم، ولا يتَّبعون شرع الله، فاستقبالهم لبيت المقدس أو للمشرق،
إنما هو تبَع للأهواء والرغبات، وليس اتِّباعًا لشرع الله عز وجل.
قوله: «وكذلك أخبره في
غير موضع أنه جعل لكل شرعة ومنهاجًا» يعني: أنَّ الله جعل لكل نبي شِرعةً
ومنهاجًا، في الأوامر والنواهي والحلال والحرام، فإنَّه يشرعُ لكلِّ أمَّة ما
يناسبها في وقتها، ثم يُنسخ ذلك بما يناسب الأمَّة التي بعدها، فلما جاء الإسلام
استقر على ملَّة واحدة لا تُنسخ ولا تُبدل ولا تُغير؛ لأنها صالحة لكل زمان ومكان
ولكل أمَّة إلى أن تقوم الساعة.
قوله: «فالشعـار من
جملة الشِّرعة والـذي يوضح أنَّ هـذا اليـوم عاشوراء...» المقصود: أنَّ
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم عاشوراء تشبُّهًا باليهود؛ لأنَّه كان يصومه
قبل أن يرى اليهود، وقبل أن يهاجر إلى المدينة.
ثم إنَّه لما علم أنَّ اليهود يصومونه، أراد مخالفتَهم، فأمر بصوم يوم قبلَه وقال صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» ([1])، «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا الْيَهُودَ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ» فغيَّر صورة الصوم بزيادة يوم قبلَه أو يوم بعدَه.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1134).
الصفحة 4 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد