والطيور، وهذا مشترك بين الأمم كلِّها، ولكن
المخالفة لهم جاءت في أمرين: الأمر الأول: اللَّحـد كما سبق بيانه، والأمـر
الثاني: أنَّ قبر المسلم يُوجَّه إلى الكعبة المشرَّفة، وقبور أهل الكتاب تُوجَّه
إلى بيت المقدس.
قوله: «وكذلك اعتزال الحائض ونحو ذلك من الشرائع» هذه المسألة أيضًا من المسائل التي اشتركنا معهم في أصلها ولكن خالفناهم في صفتها، فاليهود يتشددون في مسألة الحيض حتى أنهم لا يؤاكِلون الحائض، ولا يجالسونها، وكانوا يعتزلونها اعتزالاً كاملاً، ونحن مأمورون بمخالفتِهم، حيث إننا نصنع مع الحائض كلَّ شيء إلاَّ الجِماع في الفرج، قال تعالى:﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ﴾ [البقرة: 222] وأمَّا في غير ذلك، فلا تمتنع الحائض من عمل أي شيء، حتى أنها تدخل المسجد لأخذ حاجة والخروج منه، كما أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم عائشة أن تُناوله الـخُمرة من المسجد وهي حائض، فلما أخبرته إنها حائض، قال لها صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ» ([1]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (298).