واستراح
بزعمهم؛ لأن الله تعِب فاستراح فيجعلونه يوم راحة، فالله كذَّبهم، وقال: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا
مِن لُّغُوبٖ﴾ [ق: 38].
وأمَّا النَّصارى
فإنَّهم يجعلون يوم الأحد؛ لأن الله بدأ فيه خَلْق السماوات والأرض؛ لأن الله
خلقهـا في ستَّة أيام أولها يوم الأحـد وآخرها يوم الجمعة، فاليهود يعطِّلون في
يوم السبت، ويجعلونه للعبادة، والنَّصارى يعطِّلون في يوم الأحد ويجعلونه
لعبادتِهم، وهذا لا يزال مستمرًا. فالله جل وعلا اختار لأمة محمد صلى الله عليه
وسلم يوم الجمعة؛ لأنه اليوم الذي اجتمع فيه الـخَلْق، وفيه فضائل لا توجد في غيره
من الأيام، فنحن خالفناهم، بذلك.
قوله: «ولا يخفى
النهي عن موافقتهم في هذا...» المقصود: أننا مأمورون بمخالفتِهم وعدم التشبُّه بهم،
وسواء كان ذلك في عباداتهم أو في عاداتهم الخاصّة بهم، وذلك من أجل أن يتميز
المسلم عن غيره.
قوله: «فليس للرجل أن يمتنع من أكل الشحوم وكل ذي ظفر...» يعني: لا يجوز أن يمتنع ويقصد بذلك دينًا؛ لأنَّ ذلك حُرِّم على اليهود بأمر من الله، حيث قال سبحانه:﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٖۖ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ وَٱلۡغَنَمِ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ شُحُومَهُمَآ إِلَّا مَا حَمَلَتۡ ظُهُورُهُمَآ أَوِ ٱلۡحَوَايَآ أَوۡ مَا ٱخۡتَلَطَ بِعَظۡمٖۚ ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِبَغۡيِهِمۡۖ﴾ [الأنعام: 146] فالله حرَّم عليهم هذه الأشياء، ولم تكن هذه الأشياء محرَّمة عليهم من الأصل، ولكن الله حرمها عليهم عقوبةً لهم، وتضييقًا عليهم، حين شدّدوا على