×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

قوله: «وقد يكون لفظ العيد اسمًا لمجموع اليوم والعمل فيه...» يعني: يطلق لفظ العيد ويراد به ما يحصل فيه، كما في الحديث لـمّا دخل أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جاريتان صغيرتان تُغنّيان في يوم العيد، أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يمنعهما فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: «دعهما»، فإنَّ هذا هو عيدنا أهل الإسلام، فدلَّ على أنَّ عيـد المسلمين لا بأس أن يُظهَر فيه شيء من الفرح في حدود المباح، والجاريتان لا يحصل منهما منكر في كونهما تغنيان بصوتهما وترجعان الصوت، هذا ليس فيـه منكر، وإنما هو فرح لهما.

قوله: «هَلْ بِهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟...» يعني: هل الذي حَمل السائل على أن يذبح بهذا المكان خاصة أنَّ أهل الجاهلية كانوا يعتادونه ويذبحون فيه، فيكون ذلك حينئذ ممنوعًا على المسلم، فهذا الذي قصده الرسول صلى الله عليه وسلم بسؤاله.

قوله: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ» لـمّا أخبره أنه ليس بهذا المكان عيد من أعياد الجاهلية زال المحظور، فأمره بالوفاء، وقال له: اذبح ما نذرت ذبحه بهذا المكان.

قوله: «وهذا يقتضي أن كون البُقعة مكانًا لعيدهم مانع...» أي: أن الحديث يقتضي أنه إذا كان المكان خاصًّا بأهل الجاهلية - ولو في زمان سابق - فـلا يجوز أن نُحييه ونجعله عيدًا للمسلمين، فدلَّ هذا على أنَّ آثار الجاهلية لا يجوز إحياؤها والعمل على إبقائها، بخلاف ما يجري عليه العمل الآن من إحياء الآثار.


الشرح