بالنَّظر إلى عِيدهم ونحو ذلك، فنهى عمر رضي
الله عنه وغيره من الصحابة عن ذلك، كما سنذكره.
فكيف
يكون بعض الناس يفعل ما يفعلونه، أو ما هو سبب عيدهم؟ بل لمّا ظهر من بعض المسلمين
اختصاص يوم عيدهم بصوم مخالفةً لهم، نهى الفقهاء - أو كثير منهم - عن ذلك، لأجل ما
فيه من تعظيمٍ مَا لعيدهم، أفلا يُستدل بهذا على أنَّ المسلمين تلقَّوْا عن نبيهم
صلى الله عليه وسلم المنع عن مشاركتهم في أعيادهم؟ وهذا بعد التأمل بيِّنٌ جدًّا.
****
قوله: «الوجه الرابع
من السنة: أنَّ أرض العرب ما زال فيهـا يهود ونصارى...» أي: مما يدلُّ على
تحريم مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم أنه من المعلوم أنَّ أهل الكتاب من
اليهود والنصارى كانوا موجودين في جزيرة العرب، اليهود في المدينة، ثلاث طوائف:
بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
عقد معهم العهد، أن يبقوا في البلد على أملاكهم، لكن بشرط أن يدافعوا عن المدينة
إذا تعرضت لِسوء، وأن يكفّوا شرّهم عن المسلمين، لكنهم أهل خيانة وغدر، فغدرت
قبيلة بني قينقاع، ثم النضير ثم قريظة، فأجلاهم رسول الله وسلم من المدينة، إلاَّ
أنه بقي منهم بقايا في المدينة بعد الجلاء، ولهذا توفي صلى الله عليه وسلم ودرعه
مرهونة عند يهودي منهم.
وقد قيل: إنما قدموا المدينة خاصة لأنهم قرؤوا في كتبهم أن رسولاً سيبعث، وأن مُهاجره المدينة، وكانوا يظنون أنه منهم، وظلوا في المدينة يتحرَّون هذا الرسول، لكنهم لما ظهر أنه ليس منهم عادَوه، قال