الفرح والسّرور فيه، وأنه يسمح للأطفال الصغار
أن يفرحوا، وأن يأتوا بشيءٍ من الغناء المعتاد الذي لا إثم فيه، وكذلك دلّ على
تحريم المزامير، وأنها من الشيطان.
قوله: «فالدلالة من
وجوه...» يعني: الدلالة على تحريم مشاركة الكفار في أعيادهم من أوجه ستأتي قريبًا،
ولكن لا بد من الإشارة هنا إلى أنَّ الذين يجيزون الغناء في الإسلام أخذوا من هذا
الحديث إباحة الغناء مطلقًا، مع أنَّ الإباحة محصورة في وقت معيّن، وهم يريدون
تعميم الأوقات، ومحصورة أيضًا في هذا النوع من الغناء وهو غناء الجواري والصغار،
وهم يريدون غناء الكبار المكلفين، أن تتخذ الغناء مهنة وفنًّا، وهذا لا شكَّ أنه
تعسُّفٌ في الدلالة، وتحميلٌ للحديث ما لا يحتمل.
قوله: «أحدهما قوله: إنَّ لكل قوم عيد...» يعني: أنَّ اتخاذ الأعياد في الأمم أمر مشهور معروف، ومن ذلك هذه الأمة حيث جعل الله لها عيدًا خاصًّا بها، فلا تتجاوزه إلى غيره، أو تُحدث أعيادًا غير ما شرعه الله عز وجل من أيام السنة؛ لأن هذا يكون من البدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان أو من التشبه بالكفار، وهذه الأمة الإسلامية لها عيد لمناسبتين عظيمتين، المناسبة الأولى: عيد الفطر ويأتي بعد صوم رمضان وهو ركن من أركان الإسلام، والعيد الثاني: عيد الأضحى ويأتي بعد أداء الحج، وتحديدًا بعد أداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بعرفة، فهما عيدان بمناسبة نعمة إتمام العبادة، وليس بمناسبة