×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 جلوس ملك أو ولادة مولود، أو ما أشبه ذلك من أعياد الجاهلية، وإنما هما مناسبتان دينيتان، فيهما شكر الله وعبادة له وفرح بذلك.

ولذلك في هذين اليومين نفرح لأننا نتقرب فيهما إلى الله بالطاعات كصلاة العيد وصدقة الفطر، وذبح الهدي والأضاحي.

قوله: «وذلك أنَّ اللام تورث الاختصاص...» يعني: أنَّ اللام في قوله تعالى: ﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ وفي قوله:﴿لِكُلّٖ مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ هي لام الاختصاص، فهم مختصون بأعيادهم، ونحن مختصون بعيدنا، لا نشاركهم في أعيادهم ولا يشاركوننا في عيدنا؛ لأننا لو شاركناهم صارت أعيادهم أعيادًا لنا.

قوله: «وكذلك أيضًا على هذا لا ندعهم يشركوننا في عيدنا» أي: لا نسمح لهم أن يشاركونا في عيدنا، كما أننا لا يجوز لنا أن نشاركهم في عيدهم، بل كل يختص بعيده لئلا يختلط الحق بالباطل، لذلك لا يجوز لمسلم تهنئة غير المسلمين بعيدهم من حيث الجملة، إلاَّ إذا دعت لذلك حاجة ودفع مفسدة فيكون ذلك من باب المداراة.

وقوله: «وَهَذَا عِيدُنَا...» يعني: أنه ليس لنا عيد سواه، فلا يجوز لنا أن نُحدث أعيادًا من عند أنفسنا، كعيد المولد أو عيد الجلوس، أو عيد الجلاء، وما أشبه ذلك من المناسبات؛ لأن هذا من التشبه بالكفار، ولأنه زيادة على الأعياد المشروعة في الإسلام، فالعيد عبادة وليس عادة.


الشرح