وكذلك قوله:
«وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ» فإنَّ التعريف باللام والإضافـة يقتضي
الاستغـراق، فيقتضي أن يكون جنس عيـدنا منحصرًا في جنس ذلك اليوم، كما في قوله:
«تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» ([1]).
وليس غرضه صلى
الله عليه وسلم الحصر في عين ذلك العيد، أو عين ذلك اليوم، بل إشارة إلى جنس
المشروع، كما يقول الفقهاء: ((باب صلاة العيـد)) و((صلاة العيـد كذا وكذا))،
ويندرج فيهـا صلاة العيدين وكما يقال: لا يجوز صوم يوم العيد.
وكذا قوله:
«وَإِنَّ هَذَا الْيَوْمَ» أي: جنس هذا اليوم، كما يقول القائل لما يعاينه من
الصلاة: هذه صلاة المسلمين.
ويقال
لِـمَخْرَجِ الناس إلى الصحراء وما يفعلونه من التكبير والصلاة ونحو ذلك: هذا عيد
المسلمين، ونحو ذلك.
ومن هذا الباب
حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يَوْمُ
عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ مِنًى: عِيدُنَا أَهْلَ الإِْسْلاَمِ،
وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» رواه أبوداود والنسائي والترمذي ([2])،
وقال: حديث حسن صحيح.
فإنه دليل على مفارقتنا لغيرنا في العيد، والتخصيص بهذه الأيام الخمسة؛ لأنه يجتمع فيها العيدان: المكاني والزماني، ويطول زمنه، وبهذا يسمّى العيد الكبير.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (61)، والترمذي رقم (3)، وابن ماجه رقم (275).