×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

وكذلك قوله: «وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ» فإنَّ التعريف باللام والإضافـة يقتضي الاستغـراق، فيقتضي أن يكون جنس عيـدنا منحصرًا في جنس ذلك اليوم، كما في قوله: «تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» ([1]).

وليس غرضه صلى الله عليه وسلم الحصر في عين ذلك العيد، أو عين ذلك اليوم، بل إشارة إلى جنس المشروع، كما يقول الفقهاء: ((باب صلاة العيـد)) و((صلاة العيـد كذا وكذا))، ويندرج فيهـا صلاة العيدين وكما يقال: لا يجوز صوم يوم العيد.

وكذا قوله: «وَإِنَّ هَذَا الْيَوْمَ» أي: جنس هذا اليوم، كما يقول القائل لما يعاينه من الصلاة: هذه صلاة المسلمين.

ويقال لِـمَخْرَجِ الناس إلى الصحراء وما يفعلونه من التكبير والصلاة ونحو ذلك: هذا عيد المسلمين، ونحو ذلك.

ومن هذا الباب حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ مِنًى: عِيدُنَا أَهْلَ الإِْسْلاَمِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» رواه أبوداود والنسائي والترمذي ([2])، وقال: حديث حسن صحيح.

فإنه دليل على مفارقتنا لغيرنا في العيد، والتخصيص بهذه الأيام الخمسة؛ لأنه يجتمع فيها العيدان: المكاني والزماني، ويطول زمنه، وبهذا يسمّى العيد الكبير.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (61)، والترمذي رقم (3)، وابن ماجه رقم (275).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2419)، والترمذي رقم (773)، والنسائي رقم (3004).