فلما
كبرت فيه صفة التعييد، حصر الحكم فيه لكماله، أو لأنه هو عيد الأيام، وليس لنا
عيدٌ هو أيام إلاَّ هذه الخمسة.
****
قوله: «وكذلك قوله: إنَّ عيدنا هذا اليوم»
أي: أن هذا من باب الحصر بأنَّ العيد له وقت لا يُزاد عليه، فيوم الفطر لا يُزاد
عليه يوم غيره، وأيام عيد الأضحى لا يزاد عليها أيامًا أُخَر كذلك.
قوله: «كما في قوله:
تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» يعني: الصلاة،
تحريمها التكبير، أي: تكبيرة الإحرام، وتحليلها التسليم، فليس قبل التكبير شيء من
الصلاة، ولا بعد التسليم شيء من الصلاة.
وقولهم: ((باب صلاة
العيد...» فاللام في العيد للاستغراق، فليس المقصود عيدًا واحدًا، وإنما يشمل
الصلاة في كل ما شرعه الله من الأعياد.
«وكذا قوله: وَإِنَّ
هَذَا الْيَوْمَ...» يعني: ليس المقصود خصوص اليوم الذي فيه الرسول صلى الله
عليه وسلم وعامة أصحابه، وإنما هذا عام في تكرره لسائر الأزمان، كل ما يأتي هذا
اليوم فهو عيد المسلمين.
وكذلك قوله: هذه
صلاة المسلمين، ليس المراد خصوص هذه الصلاة، وإنما جنس هذه الصلاة في كل عيد.
و«يوم عرفة ويوم النحر...» عيدنا أهل الإسلام هذه الخمسة أيام: يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ عز وجل » ([1])، فعيد الأضحى وما بعده فيه أكل وشرب وسرور بنعمة الله عز وجل.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1141).