×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

فلما كبرت فيه صفة التعييد، حصر الحكم فيه لكماله، أو لأنه هو عيد الأيام، وليس لنا عيدٌ هو أيام إلاَّ هذه الخمسة.

****

  قوله: «وكذلك قوله: إنَّ عيدنا هذا اليوم» أي: أن هذا من باب الحصر بأنَّ العيد له وقت لا يُزاد عليه، فيوم الفطر لا يُزاد عليه يوم غيره، وأيام عيد الأضحى لا يزاد عليها أيامًا أُخَر كذلك.

قوله: «كما في قوله: تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» يعني: الصلاة، تحريمها التكبير، أي: تكبيرة الإحرام، وتحليلها التسليم، فليس قبل التكبير شيء من الصلاة، ولا بعد التسليم شيء من الصلاة.

وقولهم: ((باب صلاة العيد...» فاللام في العيد للاستغراق، فليس المقصود عيدًا واحدًا، وإنما يشمل الصلاة في كل ما شرعه الله من الأعياد.

«وكذا قوله: وَإِنَّ هَذَا الْيَوْمَ...» يعني: ليس المقصود خصوص اليوم الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وعامة أصحابه، وإنما هذا عام في تكرره لسائر الأزمان، كل ما يأتي هذا اليوم فهو عيد المسلمين.

وكذلك قوله: هذه صلاة المسلمين، ليس المراد خصوص هذه الصلاة، وإنما جنس هذه الصلاة في كل عيد.

و«يوم عرفة ويوم النحر...» عيدنا أهل الإسلام هذه الخمسة أيام: يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ عز وجل » ([1])، فعيد الأضحى وما بعده فيه أكل وشرب وسرور بنعمة الله عز وجل.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1141).