×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 لصلاة الجمعة، وهو من خير الأيام كما في الحديث: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ» فهذا فضل الله على هذه الأمة، لذلك حسدنا أهل الكتاب على هذا اليوم الذي خصّنا الله به وأخطؤوه هم.

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «نَحْنُ الآخِرُونَ - يعني: آخر الأمم - السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]) فكون أنَّ هذه الأمّة آخر الأمم لا يمنع أن تكون هي السابقة يوم القيامة للأمم بأعمالها الصالحة؛ لأن العبرة بالعمل لا بالسبق الزمني.

وقوله: «بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا» بَيْد بمعنى: من أجل، أي: من أجل أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وقيل: بَيْدَ بمعنى: ((غير»، وقد رجَّح الشيخ المعنى الأول أنه بمعنى: من أجل.

قوله: «ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فَرَضَ الله عَلَيْهِمْ...» أي: أنَّ اليوم الذي أمرهم الله به هو يوم الجمعة، فضَلُّوه.

قوله: «فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ، النَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ» لأنَّ أيامهم بعده، أي: وفَّقنا الله له، وجعله يومًا لنا، فيوم الجمعة من مفاخر المسلمين، وهو اليوم الذي جعل الله فيه الخير، لكنه خفي على الأمم السابقة، وهدى الله له هذه الأمة لفضلها وشرفها.

وفي هذا الحديث من الفوائد: أنه لا ينبغي لهذه الأمة أن تشارك الأمم في أعيادها، لا السنوية ولا الأسبوعية ولا غيرها، كيف وقد هديت إلى الأفضل والأكمل.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1046)، والترمذي رقم (488)، والنسائي رقم (1373).