×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

هذه الأحاديث الصحيحة تدلُّ على أنَّ هذه الأمة هي خير الأمم، وأنها السابقة إلى الخير في الدنيا، والسابقة إلى الجزاء يوم القيامة، وأنَّ الأمم تبعٌ لها: تبعٌ لها في الدنيا وتبعٌ لها في الآخرة.

قوله: «وقد سمّى النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة عيدًا في غير موضع...» يعني: أنَّ يوم الجمعة هو يوم عيد، يعني: عيد الأسبوع، ولذلك يجتمع له المسلمون في البلد لصلاة الجمعة، ويتزينون باللباس والطِّيب، ويغتسلون فيه، ويُبكِّرون له، فهو عيد دين وعبادة، وليس عيد لهو وأشر وبطر، وللأسف أنك تجد من هذه الأمة من يُحرم منه كالكسالى الذين يجعلونه يوم نوم وراحة وكسل، أو يجعلونه يوم نزهة، فيخرجون إلى البراري، ويضيِّعون صلاة الجمعة، والحقيقة أن هذا حرمان من هذا الفضل العظيم.

قوله: «ثم إنه في هذا الحديث ذكر أنَّ الجمعة لنا...» يعني: أنَّ اللام هنا تقتضي الاختصاص، فيوم الجمعة خاص بالمسلمين، ويوم السبت خاص باليهود، ويوم الأحد خاص بالنصارى، كما لو قلت: هذا القلم لفلان، يعني يخصّ فلانًا، لا يشاركه به أحد، فإذن نحن لا يجوز لنا أن نشارك اليهود في يوم السبت، أو النصارى في يوم الأحد، وإنما نقتصر على اليوم الذي جعله الله لنا، وهذا فيه رد على الذين يطالبون بأن تجعل عطلة

الأسبوع في يوم السبت ويوم الأحد أو يوم الجمعة ويوم السبت، موافقـة لليهود والنصارى ومشاركـة لهم في أعيادهم.


الشرح