×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ومما يدل على أنَّ يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين أنه يحرم صومه مفردًا، حيث جاء النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يفرد يوم الجمعة بالصوم.

قوله: «وإذا كان هذا في العيد الأسبوعي، فكذلك في العيد الحولي...» يعني: إذا كان هذا الفضل والاختصاص لـهذه الأمـة بهذا العيـد الأسبوعي، حيث جعله الله يومًا لنا، لا يجوز أن نتحوّل عنه إلى غيره، فعيد الحول - وهو عيد الفطر والأضحى - من باب أولى أن لا نتحول عنه إلى أعياد الكفار، ونشاركهم فيها.

قوله: «بل إذا كان هذا في عيد يعرف بالحساب العربي، فكيف بأعياد الكافرين العجمية...» يعني: إذا كان يوم الجمعة يعرف بالحساب العربي، ومع هذا لا يجوز أن نتحـول عنه، فكيـف بالأعياد التي لا تُعرف إلاَّ بالحساب الأجنبي؟ لأنَّ فيه نوع مشاركة لهم في حسابهم، فلا نتحوّل من الحساب العربي إلى الحساب الأعجمي، وهذا فيه رد على الذين يطالبون بأن يصام رمضان اعتمادًا على الحساب لا على الرؤية.

قوله: «نَحْنُ الآخِرُونَ فِي الخَلْقِ السَّابِقُونَ...» هذا معنى السَّبق، أنَّ أول من يدخل الجنة من الأمم محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، وأول من يفتح له باب الجنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وذلك لأنّا أوتينا الكتاب من بعدهم...» يعني: أنَّ هذه الأمة ما سبقت الأمم بكونها عربية، أو بسبب المكان الذي تعيش فيه، وإنما سبقت بأمر الدين الصحيح الذي شرعه الله سبحانه وتعالى حيث نجّاها من


الشرح