التدريس، وتعميمها على الطلاب الذكور والإناث،
ولا شكَّ أنَّ هذا جور على اللغة العربية؛ لأن هذا على المدى القريب لا البعيد سيفضي
إلى اندثار هذه اللغة، فيا أيها المسلمون يا أيها العرب حافظوا على لغتكم، واحذروا
من اللغة التي تَغلِب عليها وتغطيها. ومما يميت اللغة العربية ترجمة كتب التفسير
وشروح الأحاديث إلى اللغات الأجنبية ليستغني المسلمون الأجانب عن تعلم اللغة
العربية، بينما كانوا سابقًا يتسابقون إلى تعلمها ويبرزون في ذلك، حتى نشأ منهم
أئمة مشهورون في اللغة العربية والتأليف فيها وفي علومها.
قوله: «ولهذا كان
كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون الأدعية في الصلاة والذكر بغير العربية» لأنَّ الأصل في
الدعاء أن يكون باللغة العربية لغة القرآن، لغة الذكر الحكيم، ولا يسمح إلاَّ
للأعجمي الذي لا يفهم العربية أن يدعو بغيرها من اللغات للضرورة، أما العربي فلا
يجوز له أن يدعو بلغةٍ أجنبية، فالعربي لا يجوز أن يأتي بالأذكار بغير العربية، بل
إن بعض أهل العلم يرى بطلان الصلاة إذا قيلت أذكارها بغير العربية.
قوله: «فأما القرآن
فلا يقرؤه بغير العربية...» يعني: أنَّ القرآن لا يمكن ترجمته بغير العربيّة؛ لأنه
معجز، ولا يمكن لأي لغة أن تأتي باللفظ الذي يقابل لفظ القرآن حرفيًّا.
فترجمة القرآن حرفيًّا أمر مستحيل، وإنما تترجم معانيه وتفسيره، ولذلك الترجمات الموجودة الآن يقولون: إنها تفسير معاني القرآن الكريم، وليست ترجمة لفظ القرآن الكريم.