×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

اذهبي بهذا الدّرهم فاشتري به تنبيزًا فاشترت به تنبيزًا ثم جاءت به، يعني الخبز.

****

قوله: «سمّى الله الطالبين من فضله في البيع والشراء تجارًا...» إلخ. المقصود من كلام الشافعي رحمه الله: أنَّ الذي ينبغي أن يسود في أسواق المسلمين لفظ التجارة والتُّجار، ولفظ الساعي بدل السِّمسار، فيقال: السّاعي في البيع، ولا يقال: سِمسار؛ لأنه لفظ أعجمي، فالحاصل: أنَّ هذا ترويج للغة الأجنبية من غير ضرورة، واللغة العربية ليست عاجزة عن أن تستوعب الأسماء المطلوبة في التجارة وغيرها، فاللغة التي وسعت كتاب الله وسنة نبيه - مع ما في القرآن من الإعجاز والبيان، ومع ما في السنة من جوامع الكَلم الذي أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - قادرة أن تتسع لكل المعاني، فالواجب على المسلمين أن ينشروا هذه اللغة، ويعلموها الأعاجم؛ لأن القرآن لا يفهم ولا تعرف أحكامه إلاَّ باللغة العربية.

قوله: «فقد كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها...» وهذا الذي قاله الأئمة الأربعة فيما نقله الشيخ عنهم لم يكن من عند أنفسهم، وإنما هو مأثور عن السلف الصالح، وهو موجودٌ في الكتاب والسُّنة، وقد تقدم ذلك عن عمر وعلي رضي الله عنهما.

قوله: «ما تكلم الرجل بالفارسية إلاَّ خبّ...» أي: صار خدّاعًا، من الخب وهو الخداع، وهذا الأثر لعمر رضي الله عنه جاء في سياق النهي عن التكلم بالفارسية والأعجمية، لا سيّما إذا كان من غير حاجة، وإنما هو من باب الفضول، فالواجب على المسلم التّـكلم باللغة العربية التي


الشرح