العتيق، لا يمكن أن
يضاهيه بيت على وجه الأرض، ومن وضع بيتًا يضاهي به الكعبة، فإنَّ هذا من أعظم
الكفر والمحادة لله ولرسله عليهم الصلاة والسلام.
ولهذا لـمّا حاول
أبرهة أن يصرف الناس إلى بيت بناه في أرضه وأراد هدم الكعبة، ماذا صنع الله به!؟
أرسل عليه الطير الأبابيل ترميه ومن معه بحجارة من سجيل فجعلهم كعصفٍ مأكول، وكذلك
القرامطة - قبحهم الله - بنوا بيتًا عندهم في أرضهم وقتلوا المسلمين حول الكعبة
وفي عرفة، وأخذوا الحجر الأسود ووضعوه في بيتهم الذي بنوه بديلاً للكعبة بزعمهم،
وبقي عندهم عشرين سنة أو أكثر، ماذا صنع الله بهم؟ قطع الله دابرهم ومحاهم عن
آخرهم، ومحى بيتهم الذي بنوه، بيت الشِّرك والكفر، وأصبح مزبلة، وبقيت الكعبة ولله
الحمد، كما بناها إبراهيم مثابة للناس وأمنًا.
ولقد قال بعض
العلماء: معنى تسميته البيت العتيق: أنَّ الله أعتقه من الجبابرة، فلا أحد يريده
بسوء إلاَّ قصمه الله بالعقوبة العاجلة وصار عبرة للمعتبرين.
فالحاصل: أن من أراد
أن يزيِّن للمسلمين عيدًا غير الفطر والأضحى، فإنه يريد أن يضاهي الله جل وعلا في
تشريعه وفي بيته العتيق، فالمعنى في ذلك واحد.
قوله: «فلو كره
المسلم ذلك لكنه غيَّر عادتَه ذلك اليوم...» يعني: لو أنَّ مسلمًا ما
قصد التشبه بهم وكره ذلك في قلبه، لكنْ تظاهر بما يوافقهم في هذا اليوم، فصنع مثل
ما صنعوا من صنع الأطعمة ولبس