وأما مبدؤها:
فأقل أحواله أن تكون معصية.
وإلى هذا
الاختصاص أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا،
وَهَذَا عِيدُنَا» ([1]).
وهذا أقبح من
مشاركتهم في لبس الزّنار ونحوه من علاماتهم، فإن تلك علامة وضعية ليست من الدِّين،
وإنما الغرض منها: مجرد التمييز بين المسلم والكافر، وأما العيد وتوابعه، فإنه من
الدِّين الملعون هو وأهله.
فالموافقة فيه
موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه.
وإن شئت أن
تُنظِّم هذا قياسًا تمثيليًّا، قلت: العيد شريعة من شرائع الكفر، أو شعيرة من
شعائره، فحرمت موافقتهم فيها كسائر شعائر الكفر وشرائعه، وإن كان هذا أبين من
القياس الجزئي.
ثم كل ما يختص به ذلك من عبادة وعادة، فإنما سببه هو كونه يومًا
مخصوصًا، وإلاّ فلو كان كسائر الأيام لم يختصَّ بشيء، وتخصيصه ليس من دِين الإسلام
في شيء، بل هو كفر به.
****
قوله: «وأما مبدؤها فأقل أحواله...» يعني: أنَّ مبدأ المشاركة في أقل أحوالها أن تكون معصية، مع أنه يخشى أن تكون كفرًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([2]) فلا يُتساهل في هذه الأمور ويقال: هذا من تقارب الأديان، أو تقارب الحضارات، وما أشبه ذلك، فالأصل أنَّ المسلمين لهم العزة والرفعة إذا تمسَّكوا بدينهم؛