×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 لأن عندهم الكمال، قال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ والعيد من الدين فليسوا بحاجة إلى أن يأخذوا من عادات الكفار وتقاليدهم؛ لأن الله جل وعلا يقول: ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ويقول: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [المنافقون: 8] فالواجب أن يفخروا بدِينهم ولا يتشبهوا بأعدائهم.

قوله: «وإلى هذا الاختصاص أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنَّ لكل قوم عيدًا...»» قول النبي صلى الله عليه وسلم يقابل قوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا فكما أننا لا نأخذ مناسك الكفار، بل نلتزم منسكنا، فكذلك لا نأخذ أعياد الكفار ونترك عيدنا.

قوله: «وهذا أقبح من مشاركتهم في لبس الزنار...» النصارى كانوا يضعون الزنار - وهو الخيط العريض الذي يشدون به أوساطهم - للعبادة كما يزعمون، ونحن نهينا عن لبس الزنار؛ لأنه مظهر من مظاهر النصرانية، فإذا كنا منهيين عن هذه الجزئية، فلأن ننهى عن العيد من باب أولى لأنَّ عيد الكفار من دِينهم، وأما الزُّنار فإنه ليس من دِينهم، وإنما هو شيء وضعوه علامة ومظهرًا من عندهم، وليس هو من دينهم.

قوله: «فالموافقة فيه موافقة فيما يتميّزون به من أسباب سخط الله...» المقصود: أنَّ الله لعن الكافرين، وذمَّ دينهم؛ لأنه كفر وشرك بالله عز وجل فكيف نأخذ من هؤلاء القوم الملعونين ونأخذ من دينهم المذموم الكفري القائم على الإشراك بالله.


الشرح