×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 لله ومُحْدَث، إما أنهم ابتدعوه وهو مما حرَّفوا وغيَّروا في دِينهم وهو كثير، وإما أنه صحيح في الأصل لكنه منسوخ في دِين الإسلام، فما بقي معهم شيء حينئذ، إن كان محرفًا فهو باطل من أصله، وإن كان منسوخًا فقد انتهى العمل به، ولا يجوز العمل بالمنسوخ وترك الناسخ، ومثال ذلك: استقبال القبلة، فاستقبال القبلة عبادة أُمر بها المسلمون في استقبال بيت المقدس، فالصلاة إلى بيت المقدس في وقتها عبادة صحيحة شرعية، لكن لما نسخت، لم يجز استقبال بيت المقدس، وصار التوجه للكعبة المشرفة؛ لأنه لا يجوز العمل بالمنسوخ، وإنما يكون العمل بالناسخ، ولذلك قال جل وعلا: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 143].

فالحاصل: أن ما هم عليه من هذا القبيل، إما أنَّ أصله صحيح، لكنه نسخ، ولا يجوز العمل بالمنسوخ، وإما أن يكون محرفًا مبدلاً من عندهم، وهذا باطل من أصله، وما أكثر ما حرَّفوا وبدَّلوا وغيَّروا في شريعتهم.

قوله: «هذا إذا كان المفعول ممّا يُتدَيَّن به...» يعني: إذا كان ما يفعل في عيدهم يفعل على وجه العبادة، فهذا يكون آكد أن نتجنبه، وأن نبتعد عنه؛ لأنه من دِين المشركين، والله - سبحانه - يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١ لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٣ وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ ٤ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٥


الشرح