باطل وفيه ما هو محرم أو كفر.
****
قوله: «وغرضنا لا يتوقف على معرفة تفاصيل
باطلهم...» يعني: ليس غرضنا أن نستقصي كل ما هم عليه من هذا الأمر الباطل،
وإنما غرضنا التنبيه بالأمثلة على ما يقع منهم من الباطل في أعيادهم، من أجل أن
يتجنبها المسلمون، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ
فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]) فهذه قاعدة عامة
قالها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تحريم التشبه بهم في الأعياد وغيرها.
قوله: «إذ الفرض
علينا تركها، ومن لم يعرف المنكر جملة ولا تفصيلاً لم يتمكن من قصد اجتنابه» هذه قاعدة عظيمة أنَّ
مَنْ لا يعرف الباطل يقع فيه، كما قال الشاعر:
عرفت الشَّر لا
للشَّرِ لكن لتوقِّيه *** ومنْ لا يعرفِ الشَّر من الخير يَقع فيه
وقد قال حذيفة بن اليمان رضي
الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن
الشر مخالفة أن يدركني. ومعرفة المسلم الشر لتوقيه يعد دليلاً على فقه الرجل، لا
من أجل أن يتبع الشر، ولكن من أجل أن يحذره؛ لأن الإنسان إذا لم يعرف الشر، فإنه
يقع فيه من حيث لا يدري، فلذلك يجب على المسلم أن يتعلم.
وهذا فيه ردّ على الذين يكرهون ذكر العقائد الفاسدة في مقررات التوحيد، وذكر النِّحَل الباطلة، وذكر الشبه التي اعتمد عليها أهل الضلال، فهي لم تذكر عبثًا وإشغالاً للوقت، وإنما ذكرت لأجل أن يُحذر منها بأن تُعرف فتُجتنب، فأنت إذا سرت في طريق وأنت لا تعرف
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، وسعيد بن منصور رقم (2370).