ومما يفعله الناس
من المنكرات: أنهم يوظفون على الأماكن وظائف - أكثرها كرهًا - من الغنم والدجاج
واللبن والبيض، فيجتمع فيهـا تحريمان: أكل مـال المسلم أو المعاهـد بغير حق،
وإقامة شعار النصارى.
ويجعلونه ميقاتًا
لإخراج الوكلاء على المزارع ويطبخون فيه، ويصبغون فيه البيض، وينفقون فيه النفقات
الواسعة، ويزينون أولادهم، إلى غير ذلك من الأمور التي يقشعر منها قلب المؤمن الذي
لم يَمُتْ قلبه، بل يعرف المعروف، وينكر المنكر.
وخلق كثير منهم
يضعون ثيابهم تحت السماء رجاءَ البركة من مريم تنزل عليها.
فهل يستريب مَن
في قلبه أدنى حياة من الإيمان أنَّ شريعة جاءت بما قدَّمنا بعضه من مخالفة اليهود
والنصارى لا يرضى من شرعها ببعض هذه القبائح؟
ويفعلون ما هو
أعظم من ذلك: يُطْلُون أبواب بيوتهم ودوابهم بالخلوق والمغْراء وغير ذلك من أعظم
المنكرات عند الله تعالى.
فالله يكفينا
شرَّ المبتدعة، وبالله التوفيق.
****
قوله: «ومـما يفعله الناس من المنكرات أنهم يوظفون على الأماكن...» يعني: ومن جملة ما يعملونه في أعيادهم أنهم يفرضون على الناس ضرائب من أجل الإنفاق على هذه الأعمال، فيجتمع فيها تحريمان: تحريم أنه أكل لأموال الناس بالباطل وهو ظلم، وتحريم أنها تنفق على هذه البدع والكفريات التي يعملونها في أعيادهم.