×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 يُدْخِل معه الدين المنسوخ أو الدين الباطل، محادّ لله ولرسله عليهم الصلاة والسلام.

أما الأديان السماوية فهي باعتبار ما كان، فقائله لا يقصد بهذا اللفظ إلاَّ اعتبار الأصل، فأديانهم كانت سماوية في الأصل، لكنها نسخت أو حرفت وبدلت، فلم تبق سماوية.

قوله: «أما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلة إلى الله...» يعني: أنَّ الذي يقلدهم لا يخلو من ثلاث حالات:

الحالة الأولى: إما أنَّ الشريعة اليهودية والنصرانية موصلة إلى الله، وهذا أبطل الباطل، فإنها غير موصلة إلى الله، ولا يُوصل إلى الله بعد بعثة محمد إلاَّ طريق محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 31- 32].

والحالة الثانية: أن يأخذ بعض ما في شريعة اليهود والنصارى، ولا يأخذها كلها، وإنما يأخذ بعض الأمور منها فيقول: هذا شيء طيب وحسن، وبقوله هذا يتهم شريعة الإسلام بالنقص، مع أنَّ شريعة الإسلام هي أحسن الشرائع وأكملها، فما في دِينهم من شيء حسن فهو موجود في دِيننا، فلا حاجة إلى دينهم.

والحالة الثالثة: التَّدَين بما هو كفر بالله ورسوله من عبادة المسيح والأحبار والرهبان، كقول القائل: كله سواء، اليهودية والنصرانية


الشرح