قوله: «والسنن
مشابهة الكفار في القليل من أمر عيدهم...» يعني: من اتباع السنن
مشابهتهم في القليل، وعدم وجود من ينهاهم ويبيّن لهم، لذلك درجوا على هذا الشيء،
وهذا يؤكد أنَّ على العلماء أن ينهوا عن هذه المتابعة، ويبيِّنوا خطرها وضررها،
ولا يسكتوا على هذه الأمور.
قوله: «وإذا كانت
المشابهة في القليل ذريعة ووسيلة إلى بعض هذه القبائح...» يعني: إذا كان
القليل من المشابهة يجر إلى الكثير منها، فكيف بالمشابهة التي تفضي إلى الشرك
والكفر، كتعظيم الصّليب الذي يعبده النصارى، ويزعمون أنه صورة المسيح مصلوبًا على الخشبة
بعد قتله بزعمهم، والمسيح عندهم هو الله أو ابنه، فيعبدون الصّليب قبحهم الله
ويعلقونه على صدورهم، وعلى دوابهم وعلى بيوتهم، وربما من المسلمين من يقتدي بهم في
ذلك، فيعلِّق الصُّلبان ويعظمها، وهذا مما يجر إلى الكفر كما ذكر الشيخ رحمه الله.
والمقصود بالتعميد
وبالمعمودية: أنهم يأتون بالمولود إلى القس فيجعله في الماء الذي في الكنيسة يسبح فيه،
وهذا من خرافاتهم.
قوله: «المعبود واحد...» يعني: قول من يقول: أنَّ النصارى على حق واليهود على حق، يعني: كلهم يعبدون الله، وفي الحقيقة هذا من الكفر الواضح، والتسوية بين الحق والباطل، وبين الكفر والضلال، ونحن نقول: ليس هناك حق إلاَّ دِين الإسلام دين الأنبياء والذي جعله الله دين الخليقة، وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم صار هو دين جميع الخلق فالذي