×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

وهذا كله تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَان قَبْلَكُمْ» ([1]). والسنن مشابهة الكفار في القليل من أمر عيدهم وعدم النهي عن ذلك.

وإذا كانت المشابهة في القليل ذريعة ووسيلة إلى بعض هذه القبائح كانت محرمة، فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله، من التبرك بالصَّليب والتعميد في المعمودية؟ أو قول القائل: المعبود واحد وإن كانت الطرائق مختلفة، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تتضمن: إما كـون الشريعة النصرانية واليهودية المبدّلتين المنسوختين موصلة إلى الله، وإما استحسان بعض ما فيها ممّا يخالف دِين الله، أو التدين بذلك، أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله وبالقرآن وبالإسلام بلا خلاف بين الأمة الوسط في ذلك، وأصل ذلك: المشابهة والمشاركة.

****

  قوله: «وهذا كله تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن...»» يعني: أنَّ هذا الذي يقلدهم فيه بعض المسلمين على ما هم فيه من الانحطاط والضلال، وشيوع الخرافات فيهم، هذا كله أخبر به صلى الله عليه وسلم في قوله: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَان قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ» ([2]) وهذه الصورة تبيّن شدة المشابهة والتعظيم لشأن اليهود والنصارى عند بعض المسلمين من ضعاف الإيمان ومن الجهال.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3456)، ومسلم رقم (2669).

([2])أخرجه: البخاري رقم (3456)، ومسلم رقم (2669).