×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 باستمرار شرعهم مع أنه منسوخ، بل إنه ليس من شَرعهم أصلاً، ولكنه من افترائهم، ونحن إذا شاركناهم فيه فنكون قد شاركناهم في الإثم.

قوله: «واستعان الشيطان على إغوائهم في ذلك بأنَّ الزمان زمان ربيع...» أي: مما أعانهم على باطلهم أنه يأتي في فصل الربيع فيتوفر فيه اللحم والبيض أكثر من غيره من الفصول، وهذا مما يساعدهم على النشاط في هذا العيد.

قوله: «مع أنَّ عيد النصارى ليس يومًا محدودًا من السنة الشمسيّة...» لأنَّ حساب الشهور إنما هو بالأهلة، والأهلة تتقدم وتتأخر، فالحساب الشمسي لا تتعلق به عبادة من العبادات كالصيام والإفطار والحج، وإنما هي متعلقة بالشهور القمرية، قال تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 189]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ» ([1]) أما الصلوات فقد جعلها الله في مواقيت تتعلق بسير الفلك كطلوع الفجر، وزوال الشمس، وصلاة العصر بمساواة الظل للشاخص، وصلاة المغرب بغروب الشمس، وصلاة العشاء بمغيب الشفق الأحمر، وهذه تتفـاوت باختلاف البلدان.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1909)، ومسلم رقم (1081).