ويزيد ذلك
وضوحًا: أنَّ الأمر قد آل إلى أنَّ كثيرًا من الناس صاروا في مثل هذا الخميس الذي
هو عند الكفار عيد المائدة - آخر خميس في صوم النصارى الذي يسمونه الخميس الكبـير،
وهو الخميس الحقـير - يجتمعون في أماكن اجتماعات عظيمة، ويصبغون البيض، ويطبخون
باللبن، وينكتون بالحُمْرة دوابهم، ويصطنعون الأطعمة التي لا تكاد تفعل في عيد
الله ورسله، ويتهادون الهدايا التي تكون في مثل مواسم الحج، وعامَّتهم قد نسوا أصل
ذلك وعلّته، وبقي عادة مطردة كاعتيادهم بعيدي الفطر والنحر وأشد.
واستعان الشيطان
على إغوائهم في ذلك بأنَّ الزمان زمان ربيع، وهو مبـدأ العام الشَّمسي، فيكون قـد
كثر فيـه اللحم واللبن والبيض ونحو ذلك.
مع أنَّ عيد
النصارى ليس يومًا محدودًا من السنة الشَّمسية، وإنما يتقدم فيها ويتأخر في نحو
ثلاثة وثلاثين يومًا كما قدَّمناه.
****
قوله: «ويزيد ذلك وضوحًا أنَّ الأمر قد آل إلى أنَّ كثيرًا...» إلخ، يعني: أنَّ كل هذه الأعمال التي يخصون بها هذا اليوم الذي يسمونه الخميس الكبير، ويزعمون أنه اليوم الذي نزلت فيه المائدة، ويعملون فيه هذه الأعمال والمظاهر كلها أشياء ما أنزل الله بها من سلطان وهم كاذبون فيها، فلا يجوز للمسلمين أن يشاركوهم في إحيائها أو تعظيمها، أو الظهور بالمظاهر التي يخصونها بهذه الأيام من الملابس والألوان؛ لأنَّ في ذلك تشبهًا بهم، وإحياءً لأعيادهم، وإقرارًا