×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 والإسلام، كلها من عند الله، ولذلك سمعنا من يقول بتقارب الأديان وينادي بذلك، نقول: نعم، أصلها من عند الله لكنها حُرِّفت، ولـمّا بُعث محمد صلى الله عليه وسلم نُسخت هذه الشرائع وأمر الله باتباع محمد صلى الله عليه وسلم وحده، بل حتى لو كان نبي من الأنبياء موجـودًا عند بعثة النبي لزمه أن يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ [آل عمران: 81]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ أَخِي مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي» ([1]) ولذلك إذا نزل المسيح في آخر الزمان - كما تواترت به الأدلة - فإنه يتبع محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَحكم بدين الإسلام وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون تابعًا له ومجددًا لدينه، فالمسيح يتبع شريعة محمد في آخر الزمان؛ لأنها هي الشريعة الواجبة بعد بعثته.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (14631)، وأبو يعلى رقم (2135).