وهذا أمر يعلمه
بعض من يعرف بعض أسرار الشرائع.
وأما الإحساس
بفتور الرغبة: فيجده كل أحد، فإنّا نجد الرجل إذا كسـا أولاده، أو وسّع عليهم في
بعض الأعياد المسخوطة، فلا بدّ أن تنقص حرمة العيد المرضيّ من قلوبهم.
حتى لو قيل: بل
في القلوب ما يسع هذين، قيل: لو تجرّدت لأحدهما لكان أكمل.
****
قوله: «إذا تبيّن هذا فلا يخفى ما جعل الله
في القلوب من التشوق إلى العيد...» يعني: أنَّ القلوب تتطلع إلى الأعياد دائمًا
وأبدًا، وتنتظرها من أول السنة لما تجده النفوس من الراحـة فيه، وهذا شيء جُبلت
عليـه النفوس البشرية، لذلك فإنَّ الله جعل في العيد من الطاعات والذكر ما يكون
حاجزًا من الوقوع في المعاصي والمحذورات، لذلك تجد أنَّ عيد الفطر المبارك فيه التكبير
وصدقة الفطر، وفيه صلاة العيد، فالله جل وعلا شرع لنا في العيد أن نحييه بذكر الله
عز وجل بدل أن نحييه باللهو واللعب.
وكذلك في عيد
الأضحى، فإنَّ فيه من العبادات الشيء الكثير، فيه التكبير، ورمي الجمرات، والمناسك
التي تُؤدى في الحج في يوم العيد، وفيه ذبح الهدي، وفيه ذبح الأضاحي في الأمصار،
فالله جل وعلا جعل العيد موسمًا للعبادة والذكر، لئلا يعمل فيه الباطل كما يفعل
الكفار في أعيادهم.
فالمسلمون أغنياء بما أعطاهم الله في هذين العيدين العظيمين، أغناهم بذلك عن أعياد الكفار التي فيها اللهو والغفلة عن ذكر الله عز وجل