حتى إنَّ الله سمّى عيد الكفار زورًا، كما مرَّ
في تفسير قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ﴾ [الفرقان: 72] جاء في تفسير الآية أنَّ المراد
بذلك أعياد الكفار فهي زور، بخلاف أعياد المسلمين، فإنها - ولله الحمد - توحيد
وذكر لله عز وجل فكيف يستعاض بالباطل، ويُجْعَل محل الحق، أو يُجمع بين الحق
والباطل؟ فلا يجوز للمسلم أن يجمع بين الأعياد الإسلامية، والأعياد البدعية،
والأعياد الشركية، هذا لا يكون أبدًا، هذا خَلْطٌ ولَبْسٌ بين الحق والباطل.
قوله: «حتى جعل فيه
من التكبير في صلاته...» يعني: أن فرق ما بين عيد أهل الإسلام وعيد الكفار أنَّ
عيدنا فيه التكبير، وخطبة العيد، فيصير العيد موسمًا من مواسم الطاعة، وإن كان بعض
الجُهّال الآن يريدون أن يجعلوا عيد المسلمين مشابهًا لعيد الكفار بما يفعلونه فيه
من الباطل، كأن يجلبوا فيه المشعوذين والسحرة ولاعبي السيرك الذي هو السحر التخيلي،
فهذا مجاراة لأعياد الكفار، فهم بذلك يريدون أن يحوِّلوا أعياد المسلمين من كونها
أعياد عبادة وذكر لله سبحانه وتعالى وشكر له على نعمه، إلى أعياد تشابه أعياد
الكفار والمشركين، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله، فيجب على عقلاء المسلمين وولاة
أمورهم أن يتنبهوا لهذا الأمر، وأن يحافظوا على أعياد الإسلام من أن يدخلها
الباطل.
قوله: «وأقامت فيه من تعظيم الله وتنزيل الرحمة خصوصًا العيد الأكبر...» المقصود بالعيد الأكبر: عيد الأضحـى، فهو من أكبر