الأعياد، لما فيه من عبادة الله عز وجل فالحجاج
يؤدون معظم المناسك في هذا اليوم، ولذلك سماه الله يوم الحج الأكبر، حيث ترمى فيه
جمرة العقبة الكبرى، ويذبح فيه الهدي، وفيه الحلق، والطواف بالبيت، والسعي بين
الصفا والمروة، هذه أعمال يوم العيد، وهي شاغلة له كله، وكل وقته معمور بذكر الله
عز وجل وأما في الأمصار الإسلامية فإنَّ المسلمين يصلّون صلاة العيد في مجمع واحد،
ثم يذبحون أضاحيهم، ويحيون سنة أبيهم إبراهيم، ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم،
فيأكلون ويفرحون، ويتصدقون من هذه الأضاحي، ويكبِّرون الله عز وجل لأنها أيام
تكبير، فهذا شغل المسلمين في العيدين الشريفين.
قوله: «فصار ما وسّع
على النفوس فيه من العادات الطبيعية عونًا...» فالمقصود بالتوسعة في الأكل
والشرب: الإعانة على الطاعة، قال صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ
أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ عز وجل » ([1])، لم يقل: أكل وشرب
فقط، بل قال: «وَذِكْرٍ للهِ عز وجل » فقرن ذكر الله مع الأكل والشرب؛
لأنَّ الأكل والشرب يعينان على طاعة الله سبحانه وتعالى.
ولقد كان أول ما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في عيد الفطر قبل أن يخرج إلى المصلّى أن يأكل تمرات وترًا، وسنّ لأمته ذلك، ثم إنَّ المسلمين يتوسّعون في هذا اليوم فيصنعون الطعام، ويخرجونه إلى الأسواق والتجمعات إظهارًا للفطر، وفرحًا بنعمة الله عز وجل وفي عيد الأضحى يأكلون من أضاحيهم ويهدي بعضهم لبعض منها.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1141).