قوله: «فإذا أعطيت النفوس في ذلك اليـوم حظها...» يعني: إذا زيد على هذين العيدين أعيادٌ أخرى، وأعطيت النفوس فيها ما تشتهي، فإنها حينئذ تزهد في الأعياد الشرعية، فلذلك لا يشرع إلاَّ هذان العيدان: الفطر والأضحى، فليس للمسلمين سواهما، إلاَّ الجمعة فإنه عيد الأسبوع، حيث تُؤدى فيه صلاة الجمعة جماعة، ويستمع فيه المسلمون لخطبة الجمعة، وفي هذا اليوم يُبكر المؤمنون في الذهاب لصلاة الجمعة، ويدعون ربهم، فإنَّ فيه ساعة تجاب فيها الدعوة.
قوله: «فنقص بسبب
ذلك تأثير العمل الصالح فيه...» هذا تنبيه أنه ينبغي الاقتصار على هذه الأعياد
الشرعية، ولا يقال: إنه يُعْمَل في هذه الأعياد الزائدة ما يُعمل في العيدين، من
ذكر وعبادة، فهو خير، لا، بل إن هذا العمل بدعة وليس خيرًا؛ لأن البدعة ليست
خيرًا، فإذا جعلت أعياد يذكر الله فيها ويُتعبد له فيها في غير العيدين: عيد الفطر
وعيد الأضحى، فهذا ابتداع في الدين، وهو يُحدث شرًّا وقسوة في القلوب، ويُحدث
جراءة على دِين الله عز وجل.
قوله: «وأقل الدرجات أنك لو فرضت رجلين: أحدهما...» يعني: لو أنَّ رجلاً أخلص اجتهاده في العيدين الشرعيّين، والآخر اجتهد في الأعياد كلها، أعياد الإسلام وأعياد غير الإسلام، وكلاهما اجتهد في العبادة - مع أنه من المعروف في الأعياد غير الشرعية اللهو واللعب - فبالتأكيد سيكون من اقتصر على الأعياد الشرعيّة أعظم اهتمامًا من الآخر؛ لأن الأول قد أشبع نهمته من كثرة الأعياد، فلم يبق عنده رغبة في العيد المشروع.