وربما أطمَعهم
ذلك في انتهاز الفُرص واستذلال الضُّعفاء، وهذا أيضًا أمر محسوس لا يستريب فيه
عاقل.
فكيف يجتمع ما
يقتضي إكرامهم بلا موجب مع شَرع الصَّغار في حقِّهم؟
****
فالسّماحَ لهم
بإظهار أعيادهم ومخالفة الشروط العمرية، ومشاركة بعض المسلمين لهم يفتح لهم الباب
في أن يرِّوجوا أمور دينهم ويدعوا إليه، فلا يتحقق مقصود الشريعة في إظهار صَغارهم
ورفعة دين المسلمين.
إذا شاركهم بعض المسلمين في أعيادهم فإنَّ هذا يُعدّ من إكرامهم والرفع لشأنهم، وهذا يتنافى مع ما ضربه الله عليهم من الذلة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 112] فالله ضرب عليهم الذّلة، وقال تعالى للمسلمين مبيِّنًا كيف هي الحالة التي يجب أن يكونوا عليها: ﴿حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ فكيف يخالَف هذا التوجيه الإلهي الذي فرضه الله على المسلمين في حق الكفار، في أنْ لا يُظهروا شعائرهم وأمور دينهم في بلاد المسلمين، علاوة على عدم جواز مشاركة المسلمين لهم في ذلك؟