واللغة العربية الفصحى.
قوله: «ومن أدْمَن
قصص الملوك وسيرهم...» يعني: من استهوته قصص الملوك وأعلام الغرب وقادتهم
ومفكريهم، لا تجد في قلبه مكانًا لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة
والخلفاء الراشدين، والسلف الصالح.
واليوم نجد هذا
الانكباب على كل ما هو أجنبي، والاحتفاء به، حتى غدا كثير من المسلمين يلوون
ألسنتهم ليوافقوا الأعاجم في لهجاتهم، حتى الشعر نسخوه وحوّلوه إلى كلام ساذج
وسامج، ليس له معانٍ إلاَّ هذرمة مثل هذرمة المجانين، تركوا الشعر العربي الموزون
المقَفَّى واخترعوا ما يسمونه بالشعر الحر، وشعر الحداثة.
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ بِدْعَةً...» يوضح القاعدة السابقة، فالسنة
والبدعة لا تجتمعان، لذلك تجد المبتدع لا يحب السنة، وتجد السني لا يحب البدعة؛
لأنهما متضادّان، والمتضادان لا يجتمعان.
قوله: «وهذا أمر
يجده من نفسه من نظر...» يعني: أنَّ من وجد من نفسه محبة للخير والقرآن والسنة،
ومحبة للآداب الشرعية، فإنَّ هذا لأنه تعلق قلبه بالشرع العظيم والدين القويم، أما
إذا وجـد من نفسه نفورًا عن الخير، والقرآن، والسنَّة، والآداب الإسلاميـة
فهذا لأنَّ قلبه تعلّق بضد ذلك، والضدان لا يجتمعان، فمن يريد الأدب والثقافة والآداب والتربية والاطلاع على المجريات القديمة والحديثة، فعليه بتاريخ الإسلام العظيم، الذي حوى كل خير وحذَّر من كل شر.